المواضيع العاجلة
جارى التحميل
الجمعة، 15 أبريل 2016





في ظل الواقع العربي الذي نعيشه، المهترئ والمتهالك من كافة النواحي؛ تظهر الهجرة كأمل يلوح في الأفق، لكن هذا الأمل ضعيف إلى حد ما، بسبب الصورة العربية التي تزداد تشوهاً يوماً بعد يوم، إلى حد باتت فيه الهجرة حلماً صعب المنال، خاصة إلى الدول الأوروبية والتي تتأفف بمجرد رؤية جواز سفر عربي!

لكن ثمة جانب مشرق؛ فهناك دول أخرى تشجع على الهجرة إليها، من أهم هذه الدول هي كندا، تلك البقعة الهادئة البعيدة، التي تضمن لكل إنسان يعيش على أرضها، مواطناً كان أم مهاجراً أو حتى لاجئاً؛ حياة آمنة وآدمية..

هنا سنستعرض معاً الأسباب التي جعلت من كندا حلم الملايين، خصوصاً الشباب العربي، وسنوضح أيضاً لماذا لم تغلق كندا أبوابها في وجه المهاجرين ..


الهجرة إلى كندا تصب في مصلحة كلّ من المهاجر وكندا



أحد أهم الأسباب التي جعلت كندا تفتح أبواب الهجرة على وسعيها؛ خوفها من الرغبة الدائمة لأمريكا في التوسع والتمدد، هذا الخوف لابد له من كتلة عددية ضخمة لمواجهته، وهذا لن يحدث بدون زيادة في عدد السكان عن طريق استقطاب أكبر عدد من المهاجرين. ولهذا شجعت الحكومة الكندية على قدوم المهاجرين إليها من مختلف دول العالم، حتى وإن كانت الأفضلية لدول أوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا وأيرلندا، إلا ان هذا لا يمنع قبول المهاجرين من بقية دول العالم، هذا فضلاً عن احترام الحكومة الكندية للثقافات المختلفة. هذا التنوع الثقافي الكبير في كندا يوفر للمهاجرين – خاصة العرب – حلقة من الحماية والأمان، تضمن لهم العيش في مجمتع أوروبي يحترم اختلافهم، دون أدنى محاولة لطمس هويتهم.

نقص العمالة أمام بطالة دائمة



السبب الرئيسي إن لم يكن الوحيد في تفكير الشباب العربي في الهجرة، هو البحث عن فرص عمل، فنسبة البطالة آخذة في الازدياد في كافة دولنا العربية، أما كندا فتعاني من عجز هائل في القوة العاملة، لذلك تحاول استقطاب أكبر عدد من المهاجرين لسد هذا الفراغ، فوفقاً لإحدى إحصائيات مؤسسة الاتحاد الكندي للأعمال المستقلة، بحلول عام 2020 سيبلغ العجز في سوق العمل 3 مليون فرصة عمل شاغرة، وهذا ما يجعل في الهجرة مصلحة للمهاجر وللحكومة الكندية أيضاً التي تفتقر إلى الأيدي العاملة، فكلا الطرفين يكمل ما ينقص الآخر.

تعليم راقٍ vs  متعطشين للعلم



التعليم في بلادنا العربية في أسوأ حالاته كما نعلم جميعاً، أما العلم فبات مصطلحاً فارغاً من قيمته الحقيقية، يستخدمه الحمقى والجهلاء كغطاء لهم، وسيلة تجميل واستعراض يستمدون منها قيمهم، ويصنعون منها مكانة مختلفة عن مكانتهم الحقيقية. هذا الاختلاط والعبث الذي خيم على كل شيء مربك، مربك جداً إلى حد عزوف أهل العلم عن العلم، خشية أن يتم مساواتهم بهؤلاء الحمقى. عموماً على أي حال، وحتى لا نخرج عن الموضوع الأصلي؛ توفر كندا نظام تعليم مبهر على كافة المستويات، للباحثين عن تعليم جيد يحترم عقولهم، فهي دولة تقدس البحث العلمي وتحترم العلم وأهله، وما أكثر المتعطشين للعلم في بلادنا العربية.

أيضاً هناك نقطة أخرى تصب في مصلحة الحكومة الكندية، وهي أن هذا الإقبال الهائل على مؤسسات التعليم الكندية باختلافها، يشكل مصدر دخل هاماً جداً للدولة.

قلة سكانية vs  اكتظاظ سكاني هائل



يبلغ معدل المواليد في كندا 1.6 طفل لكل امرأة، وهي نسبة ضئيلة جداً بالطبع، فضلاً عن كونها أقل بمراحل من معدل الوفيات، وهذا ما صنع هذه الثغرة الهائلة في سوق العمل، وتسبب في ضعف الكتلة العددية للمجتمع، وبالطبع سبب رئيسي للنقص المتزايد لأعداد الكنديين، كل هذه الأسباب دفعت كندا لفتح أبواب الهجرة. في الجانب الآخر من الصورة سنجد أن الحكومة الكندية تهتم بأبناء المهاجرين بشكل خاص، لكونهم هم الجيل القادم، الذي سيندمج مع المجتمع الكندي ويساعد في زيادة الكثافة السكانية، وأيضاً هي السبب في تدفق أموال زيادة تصب في الضرائب، التي تمثل أحد أعمدة الاقتصاد الكندي، وكذلك القوة الشرائية التي في أدنى حالاتها بسبب القلة السكانية.

 ليس هذا فقط؛ فوفقاً للإحصائيات التي قامت بها الحكومة الكندية؛ يبلغ معدل الإنجاب لدى المهاجرين – باختلاف أوطانهم – أضعاف معدل الإنجاب لدى الكنديين، كل هذه الأسباب تصب في مصلحة المهاجر الذي سيضمن حياة جيدة لأطفاله في كافة النواحي، خاصة المهاجر العربي عندما يقارن بين وضعه الحالي ووضعه بعد الهجرة إلى كندا.

مجتمع راقٍ متحضر



من أهم مميزات الحياة في كندا؛ هو البنية التحتية المذهلة التي تضمن لك حياة آدمية، بدءاً من المؤسسات الحكومية مروراً بالمدارس والجامعات والمستشفيات والطرق إلى آخره من الوسائل التي توفر لك إقامة رائعة، والتي بلا شك حقوق ضائعة في معظم بلادنا العربية. أيضاً من المميزات التي تتمتع بها كندا هي الحرية الكاملة التي يوفرها المجتمع، فبإمكانك التعبير عن آرائك بمنتهى الحرية والأمان، دون أن تدفع ثمن هذا سلفاً!

هذا فضلاً عن العدل الذي تنتهجه الحكومة في توزيع الثروة، وتطبيق حد أدنى وأقصى للأجور، ما يصنع مجتمعاً متساوياً ومتماسكاً تندر فيه الفروق، بعكس المجتمعات العربية التي تشقها الفروق الهائلة، فتخلّف الثراء الفاحش والفقر المدقع .. لا وسط، كل هذه الأسباب تجعل كندا على قائمة الدول التي ينصح بالهجرة إليها.
شارك :

0 التعليقات :

إرسال تعليق

نبذة عن الحجز الفندقي-reserverhotel-

موقع الحجز الفندقي-reserverhotel- هو موقع لحجز مكان إقامة في أي مكان في العالم انطلاقا من الجزائر، وهو مقصد الباحثين عن حجز فندقي مؤكد لإيداع ملف فيزا لدى دولة من الدول. كل يوم، يقوم هؤلاء الباحثين بالتعامل معنا بإرسال عشرات الطلبات مبدين ثقتهم في خدماتنا، ورضا عن أدائنا، وهو ما يشجعنا للعمل على توفير أحسن العروض لفائدتهم